21/11/2023 - 18:15

تحليل إخباري | محللون عسكريون: لا أثر لنقطة انكسار لدى حماس

مصلحة نتنياهو بإطالة أمد الحرب تتقاطع مع مصلحة الجيش الإسرائيلي، الذي لا يستطيع أن يكتفي بأقل من هزيمة كاملة لحماس بعد الفشل الكبير الذي مني به في 7 أكتوبر، ما قد يؤدي إلى استمرار الحرب لأشهر طويلة.

تحليل إخباري | محللون عسكريون: لا أثر لنقطة انكسار لدى حماس

قوات الاحتلال في قطاع غزة (أ.ب.)

في وقت يراوح الجيش الإسرائيلي مكانه بعد أكثر من شهر ونصف من حربه على غزة، دون تحقيق أي من أهدافها المعلنة بالقضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين من أيدي المقاومة الفلسطينية، بدأت تظهر بين المحللين الإسرائيليين العسكريين والسياسيين العديد من الأصوات التي تشكك في جدوى إطالة أمد الحرب دون طائل، خاصة أن قباطنتها يتحدثون عن أشهر طويلة أخرى.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

المحلل السياسي رفيف دروكر، نقل عن وزير كبير في المجلس الوزاري الأمني قوله إن نتنياهو يحاول إطالة أمد الحرب قدر الإمكان، لأن ذلك يتماشى مع مصلحته، مشيرا إلى أن نتنياهو في حرب غزة هو نتنياهو آخر غير الذي نعرفه، الذي يتخوف من المخاطر العسكرية، فهو مضطر أن يهزم حماس عسكريا، بغض النظر عما يستغرقه ذلك من وقت، وكلما استغرق ذلك وقتا أكثر يستطيع أن يعبر عن دهشته من انشغال البعض بالسياسة الداخلية في وقت يحارب فيه "جنودنا في غزة".

ويرى دروكر أن مصلحة نتنياهو تلك تتقاطع مع مصلحة الجيش الإسرائيلي، الذي لا يستطيع أن يكتفي بأقل من هزيمة كاملة لحماس بعد الفشل الكبير الذي مني به في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ويقول إن تطابق المصالح ذاك قد يؤدي إلى استمرار الحرب لأشهر طويلة، خلالها لن يتمكن سكان "غلاف غزة" من العودة إلى بيوتهم، بينما ستفضي بالدولة إلى عجز اقتصادي كبير لأن إسرائيل عير مبنية لحرب استنزاف طويلة، تمتد على كامل مساحتها.

وكان المحلل العسكري، أمير أورن، قد كتب في مقال تحت عنوان "حرب عزة 23 ستنتهي في نوفمبر 24..."، مذكرا بأن حرب سيناء 1956 استمرت في أقل من أسبوع، بينما استمرت حرب الـ67 ستة أيام فقط، وحرب تشرين الأول/ أكتوبر 73 دامت أقل من ثلاثة أسابيع، وبالمجموع فإن الحروب الثلاثة الكبرى تلك استغرقت خمسة أسابيع، في حين أن حرب 2023 في غزة يمكن تسميتها اليوم حرب الستة أسابيع وإذا لم يحقق نتنياهو مطلبه قد تصبح حرب الستة أشهر وربما 12 شهرا أي حتى تشرين ثاني/ نوفمبر المقبل.

أورن أشار في مقاله الذي نشر قبل بضعة أيام، إلى أنه بعد 40 يوما و50 قتيلا تم تدمير 10% فقط من قوة حماس المقاتلة، فيما لم يتم تشخيص أي انهيار ولم يجر تحرير أي مجموعة من الرهائن بعملية عسكرية، مثلما لم يتم قتل أي ممثل بارز لقيادة حماس.

وفي وقت أعلن فيه قائد أركان الجيش الإسرائيلي عن ابتداء المرحلة الثانية من الحرب والتي تعني، بتفسير المحللين العسكريين، انتقال العملية العسكرية إلى جنوب القطاع، ما زالت قوات الاحتلال تخوض معارك ضارية في جباليا وحي الزيتون وغيرها من مناطق الشمال، وعلى الرغم من "تكبد حماس مئات القتلى في كل جبهة شمال القطاع"، على حد ادعاء المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فإنه من المبكر الحديث عن نقطة انكسار لدى حماس، كما يقول، لأن قدراتها الأساسية هي في جنوب القطاع وقيادتها التي تستحكم هناك لم تتأذَ تقريبا.

ويرى هرئيل أنه رغم وجود أهداف عسكرية إضافية تحتاج الكثير من الوقت للتعامل معها في شمال القطاع، إلا أنه يجدر بالقيادة السياسية والجيش التفكير فيما إذا ما زال هناك إمكانية لتوجيه مزيد من الضربات لحماس، على حد تعبيره، في ضوء انخفاض المردود الجانبي نسبة إلى الجهد المبذول والخطر المنتظر على حياة الجنود.

وفي وقت تركزت الدعاية الإسرائيلية صوب مجمع الشفاء الطبي، الذي جرى محاصرته وقصفه ومن ثم اقتحامه وتدمير العديد من أقسامه، بادعاء أن قيادة حماس تتمترس في منظومة الانفاق الموجودة تحته، وهو ما ثبت بطلانه لاحقا، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، في مقابلة أجرتها معه شبكة "يورو نيوز" إن مقر قيادة حماس يقع في جنوب القطاع، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يصل بعد إلى عمق العملية العسكرية المتمثل بخانيونس، حيث تتمترس هناك، على حد تعبيره، قيادة حماس في خنادق ومواقع قيادة وإطلاق.

وردا على اللهجة المستغربة لمحاورته التي لفتت إلى الادعاء الذي ساد طوال الأسبوع الفائت، بأن مجمع الشفاء هو القلب النابض لحماس، قال أولمرت، لقد رأينا السلاح ولم نر القيادات، أنا لا أعرف، ولكن هناك الكثير من الأخبار الكاذبة، ولو كنت قد سألتني قبل أسبوعين لقلت لك أن المقر الحقيقي لحماس موجود في خنيونس".

التعليقات